التقيا صدفة...تعارفا...تحادثا..
تكرّر اللقاء مراراً.. وطال الحديث..
تعلّقت به.. أحبته بجنون..
مرّ الزمن..توالت السنون..
وكانا مضرب المثل بحبهما.. و محط الأنظار و العيون..
أحبّته دهراً.....
وعدها بأنه سيغيب شهراً...
ثم كان الفراق...
ذهب... تأخّر..
قلقت و زادت لوعة الاشتياق..
زادت هياماً..
زادت ولوعاً بذكره و ذكراه..
زادت شوقاً..
زادت جنوناً..
حتى كاد قلبها أن ينفطر..
و بقيت تنتظر..
و بقيت تنتظر..
علمت بمجيئه..
قرب موعد العوده..
حان اللقاء..هرعت مسرعة..
تركض ..تهرول..فاتحةً ذراعيها لتحضن المدى..
تبتسم..تضحك..وتسمع صوته مع رجع الصدى..
مبادرةً..ليضمها هو إالى صدره..فتنسى الدنيا وتنسى الوجود....
تشعر ..بالحنان..
بالدفء..بالأمان..
تعيش له..
له وحده..تتجرّد من المكان ومن الزمان..
هكذا أرادت للقاء أن يكون...!
وصلت لرؤيته..
تفاجأت..
وقفت مكانها..
للحظة..تجمّدت أوصالها..
ثم ارتجفت...
رأته من بعيد..و لم تجرؤ على المضي..
بكت ..بكت بحرقة...رفعت يديها الصغيرتين لتخفي وجهها..
انهارت..جثت على ركبتيها...
سجدت تصلي أن يكون كابوساً..
عبثاً..
أدركت الحقيقه..ما يحدث واقع...
عاودت الوقوف..
خطت إلى الوراء بضع خطوات ,قصيرة ,مضطربه ,تخلو من الاتّزان..
أدارت ظهرها..نكست راسها..
عادت أدراجها...
كان مع أخرى..أجنبيّة..و يحمل مولوداً..
سنة واحدة..أنسته إيّاها..
خان ذكراها..
قضت بعدها شهوراً تعاني..
تثاقلت خلالها الثواني..
تحاول النسيان عبثاً..
أمضتها جريحة الفؤاد..
و في يوم..رنّ جرس الهاتف..
كان هو..
يطلب اللقاء..
لم تستطع ردّ طلبه..
استجمعت قواها..و مضت..
جلست أمامه..و كأنها تلقى غريباً..
لم تستطع النظر في عينيه..
وقد اعتادت قبلاً السكنى هناك..!
اعتذر..شرح ظروفه..
أخذ يبرر و يفسّر..
ولكنّها كانت كأنّما صمّاء..
لم تستجب للنداء..
حجج واهية.. كلّها أكاذيب..
هكذا رأتها..
لم تتفوّه بكلمه..لم تستطع..
حملت قلماً و ورقه..
وكتبت بضع كلمات...
تركت الورقه و ذهبت..
و كان هذا ما كتبت :
" ستبقى في ذاكرتي إالى الأبد ...فنسيانك يبدو مستحيلاً..
ولكن عليك أن تعلم بانّك لم تعد سوى تلك الذكرى
اللتي تخطّ على شفتيّ ابتسامةً حزينةً على ما مضى..
و اعلم أيضاً أن هذا لن يغيّر من حياتي و قدري..
و لن يثني عزيمتي..
أو يغّير هويّتي..
فأنت الآن..لم تعد تشغل حيّزاً من القلــــــــــــــــــب...
بل من الذاكــــــــــــــــرة..."**********************************